تحميل كتاب ( دمعة .. وأمل )
مقدمة
لدي قصة اود ان أخبرك بها .. ادرك انك لم تسمعها من قبل قط ، وأعلم أنك تريد سماعها . لذا ، يجب أن أخبرك بها ، واجد من واجبي الخوض في التفاصيل ، لا اريد ان اتركك معلقا ، وأكثر شغفا بذلك ، كما انني لا اريد ان ازعجك بالغموض ، ولا التطويل .
حسنا ، الان حان الوقت للكتابة والمصارحة .. تتدفق الكلمات ، تتكشف القصة .. مع ولادة مسودة أولى .. ولم يبقى سوى الجزء الصعب ، تكمن المشكلة في ان المسودة غير جاهزة للقراءة من قبل الآخرين .. تبدو مليئة بالأخطاء ، والثقوب ، والشخصيات التي تتصرف بشكل مختلف عما يفترض أن تفعله ، وأخطاء في قواعد النحو والصرف ، وأخطاء مطبعية ، ينبغي أن اعمل على إصلاح ذلك كله . الامر لا يأتي سهلاً ، لكن الجزء الجيد لحظة الانتهاء من ترميم هذا كله ، تمضي اللحظات ثقيلة ، ولا اريد لك الانتظار اكثر ، اكاد امزق ملابسي ، وانتف شعر راسي ، مفاجآت اخرى تنبثق يتعين التعامل معها ، اشعر بصداع حاد ، مجموعة من الأشياء التي لم اكن انوي الافصاح عنها ، تبدو ضرورية لجعل الحبكة تتدفق بسلاسة ، ، يبدو الامر صعبا ، لكن القيام بما هو صعب أمر نبيل . وقد اتأخر قليلا ، ويبدو من الصعب كتابة ما اود قوله .
ماذا تريد من الكتابة ؟ ما الحلم الذي يخالجك ؟ .. لماذا أكتب ؟ .. لأن لدي ما أقوله .. اريد نثر كلماتي عبر الفضاء .. استمتع برصف الكلمات الى جوار بعضها البعض ، ومشاهدة نحث النص على صفحتي .. لأنني أريد تشجيع الناس .. لأنني أريد أن أشفي الجروح الإبداعية الماضية .
فكر في سور الصين العظيم ، وكيف تم بنائه ، حجر واحد في كل مرة . هذا كل شيء . لكنني قرأت أنه يمكن رؤيته من الفضاء بدون تلسكوب .
وبالمثل .. كل ما تحتاجه .. الجلوس امام لوحة المفاتيح ، ووضع كلمة واحدة تلو الأخرى . بهذه السهولة ، وبصعوبة . الكتابة هي أروع متعة يمكن أن تحصل عليها بنفسك .
هناك أوقات ، تقرعنا الحياة بوابل من الصدمات غير المتوقعة . ألم الخسارة والحزن ، وحسرة نهش كينونتنا ، وفي احيان ، سعادة غامرة وهدوء . بغض النظر عما يحدث ، نحن نميل دائمًا إلى طرح السؤال : “لماذا ؟ هل استحق كل هذا؟
العديد من التحديات ، الشيء الوحيد الذي يساعدنا في التغلب عليها ، ان لدينا شيء نود أن نحققه بغض النظر عن ماذا ومهما كان .
إذا لم تكن تكتب ، فأنت تفكر في ما ستكتب . وهناك أوقات ترغب فيها حقًا في كتابة شيء ما ، لكن لا يمكنك العثور على الكلمات لوصف ما تشعر به أو تفكر فيه . وفي أحيان اخرى ، لا تعرف ببساطة عن ما تكتب .
الكتابة مثيرة ، حالة تمكين تربطنا بالعالم ، والسبيل الإبداعي للتعبير عن إنسانيتنا والوصول إلى عمق القارئ كي يتم إثارة غضبه من سبات غيبوبة المجتمع .
الكتابة ألهمتني ، وأعتقد أن الآخرين يمكنهم تحقيق شيء مماثل إذا شاركتهم خبرتي .
اما وقد أيقنت انني أنا الاخر انظلمت إلى فئة مرضى الاورام .. بات اهتمامي قراءة أقلام نيرة قارعت حاصد الأرواح.. وكتبت مشاعر اللحظة ما قبل الرحيل .. كلمات وداع تنبض عشقا للحياة في لحظة الغروب .
